«جازان» التي حلمنا بها - مصر فور

صحيفة عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
كل بلادنا تعيش تنمية متواصلة عبر كل المراحل منذ أن وضعت الدولة بعد قيامها على يد الموحد العظيم الملك عبدالعزيز رحمه الله هدفاً رئيسياً سخّرت له كل إمكاناتها ومواردها هو وضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في كل شيء، وتميّزت كل مرحلة بملامحها وإنجازاتها إلى أن بلغنا هذه المرحلة غير المسبوقة في تأريخنا، مرحلة الرؤية الوطنية التي تشهد زخماً هائلاً لتحقيق أهداف استراتيجية نوعية من خلال مشاريع شاملة في كل المناطق، تحقق مفهوم جودة الحياة واكتمال منظومة الخدمات الحديثة التي تجعل كل منطقة مؤهلة لاستثمار كل ميزاتها النوعية بما يرقى بالاقتصاد الوطني وحياة المواطنين.

في كل منطقة الآن هناك شواهد بارزة على السباق التنموي الضخم والمتسارع، لكني سأتحدث اليوم عن منطقة عاصرتُ ماضيها وحاضرها، وأصبحت الآن غير قادر على ملاحقة المنجزات التي تحدث فيها. سأتحدث عن منطقة جازان التي أصبحت تمثل مصدر المفاجآت المدهشة بما يحدث فيها، المنطقة التي كنا في زمن ما نعتقد أنها تحتاج إلى عقود طويلة كي تلحق بركب التطوير والتحديث، لكنها خلال ما لا يزيد على عقدين ونصف فقط قطعت مشواراً هائلاً في مسارها التنموي يجعلني دون مبالغة أجزم أنها نموذج مثالي لفلسفة التنمية الحقيقية الرائعة.

لقد توفر لهذه المنطقة مثل غيرها من المناطق دعم لا محدود من الدولة، لكن الدعم وحده لا يكفي إذا لم تتوفر الإدارة الرشيدة الماهرة وشغف الإنجاز والمتابعة الدقيقة وعدم الاستسلام لأي مصاعب وتحديات، وهذا ما حدث في جازان منذ أن أُوليت إدارتها للأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الذي أدار محركاتها باتجاه المستقبل دون توقف مع فريق عمله الذي لا مكان فيه سوى للجادين المبدعين الشغوفين بالتميّز، ثم جاء سمو نائبه الأمير محمد بن عبدالعزيز ليكون عضده وساعده في إدارة نهضة المنطقة.

خلال اليومين الماضيين كنت أتجول في جازان المدينة وجازان المنطقة غير مصدق ما أراه من بهاء وجمال ممثلاً في باقة كبيرة متنوعة من المشاريع الجديدة، الخدمية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية والترفيهية، وبالصدفة تزامن وجودي هناك مع حراك جديد للتنمية، فقد زارها وزير البلديات والإسكان لتدشين ووضع حجر أساس مشروعات تنموية وإسكانية واستثمارية بمبلغ 12 ملياراً و600 مليون، وبعده مباشرة وصل وزير النقل لتدشين 9 مشروعات للطرق بالمنطقة، بطول 164 كم، وبتكلفة 807 ملايين ريال، ركزت على استكمال شبكة الطرق في المناطق الجبلية، التي سوف تسهّل التنقل منها وإليها، ووصول الخدمات بسرعة أكبر، وتنمية ميزتها السياحية الجميلة. كذلك قام وزير النقل بتفقد مطار جازان الجديد الذي يقع على مساحة 48 مليون متر، ويمثل أحدث تصميمات وخدمات المطارات، ويفتح جازان على آفاق شاسعة. وفي التوقيت نفسه دشّنت شركة المياه ثلاثة مشاريع لمياه الشرب بأطوال بلغت 412 كيلومتراً من الخطوط الرئيسية والشبكات. وسوف تضاف هذه المشاريع الكبيرة المتزامنة إلى منظومة المشاريع العديدة التي أُنجزت، ولن تتوقف العجلة لأن الطموح كبير والعمل مستمر والشغف بتحقيق الأفضل يحدو كل العاملين في منظومة تنمية المنطقة.

تلك هي جازان التي حلمنا بها، وكان أكبر الحالمين هو أميرها الذي يبتهج معنا بما وصلت إليه، ويتطلع معنا إلى ما سوف تصل إليه. فهلموا إلى غادة الجنوب جازان كنز الجمال والفرص الاستثمارية النوعية الهائلة.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق