قال الدكتور محمد فهيم رئيس مركز المناخ لدى وزارة الزراعة، إنه مع اقتراب شتاء 2025، تشير التوقعات إلى موجات برد شديدة وظاهرة الصقيع التي قد تهدد الزراعة بشكل كبير، مشيرًا إلى أن الصقيع خلافًا لما يعتقد البعض، ليس مجرد انخفاض في درجات الحرارة، بل هو ظاهرة مناخية معقدة تتطلب تفاعل عدة عوامل جوية تشمل درجة الحرارة الدنيا، ونقطة الندى، والرطوبة النسبية، وسرعة الرياح، وصافي الإشعاع الشمسي. هذه العناصر تعمل معًا لتكوين الصقيع، وهو ليس مرتبطًا بدرجة حرارة معينة فقط، إذ يمكن أن يحدث على درجات حرارة أعلى من المتوقع في ظل ظروف محددة.
وأضاف فهيم، في بيان له، أن الصقيع يتكون عندما تنخفض درجة الحرارة ليلًا لما دون نقطة الندى، حيث يترسب بخار الماء على شكل بلورات ثلجية على الأسطح الباردة، وحدوث هذه الظاهرة يعتمد على خمسة عناصر رئيسية: انخفاض الحرارة دون نقطة الندى، انخفاض الرطوبة النسبية، سكون الرياح، اتجاه الرياح من اليابسة إلى المياه، وصافي إشعاع صفري. كلما استمرت هذه الشروط لفترة أطول، زادت حدة تأثير الصقيع.
وأوضح فهيم، الأضرار الناتجة عن الصقيع والتي تعتمد على نوع المزروعات وحالتها، والأشجار الاستوائية مثل المانجو والموز هي الأكثر تأثرًا، خصوصًا في المناطق المنخفضة والتربة الطينية، إضافة إلى النموات الصغيرة أو الحديثة الناتجة عن التقليم المبكر، أما المحاصيل، فتعد الطماطم الأقل من 80 يومًا، والبطاطس الصيفية والشتوية، والباذنجان، والفراولة، والبصل، والثوم، والقمح من أكثر المحاصيل عرضة للخطر.
وكشف عن أهم الطرق الصحيحة للوقاية من الصقيع والتي ينبغي اتخاذ إجراءات احترازية مثل تأمين رطوبة التربة عبر الري قبل البرد مباشرة، وتعزيز مقاومة النباتات باستخدام مواد مثل سليكات البوتاسيوم، والأحماض الأمينية، والطحالب البحرية، والسيتوكينين، والكبريت الزراعي، وحامض الفوسفوريك، كما يوصى بإجراء رية سريعة على نهاية اليوم قبل ليلة الصقيع، وتجهيز المواد اللازمة للرش والتعفير وفقًا لتوصيات دقيقة.
الاستعداد المبكر هو الحل الأمثل لمواجهة خطر الصقيع، فبينما يهدد هذا الشتاء القادم المحاصيل الزراعية، يبقى اتخاذ التدابير الصحيحة السبيل الوحيد لتقليل الأضرار وحماية الإنتاج الزراعي من خسائر كبيرة قد تكون غير قابلة للتعويض.
0 تعليق