وقال فحيمة في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن "الزيارة التي قام بها وفد من حكومة الدبيبة تحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية متعددة خاصة في ظل توقيتها وطبيعة الوفد الزائر، فمن حيث التوقيت فالزيارة تعكس سعيا لاستباق أي تحركات دبلوماسية من قبل الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة، أسامة حماد تجاه سوريا خاصة مع التغيرات الإقليمية ومحاولات الدول إعادة تموضعها في سياق التحولات الجيوسياسية بالمنطقة".
وأوضح أن "حكومة الدبيبة تحاول تأكيد حضورها على الساحة الدولية والإقليمية واستغلال الزخم الحالي لصالحها، أما بالنظر لطبيعة الوفد الليبي الزائر لدمشق، فإن اختياره يشير إلى محاولة تقديم صورة إيجابية ومتوازنة تعكس جدية الحكومة في تحسين علاقاتها مع سوريا وهو ما قد يخدم هدف قطع الطريق على أي محاولات من الطرف الآخر (الحكومة المنبثقة عن البرلمان) لكسب تأييد دمشق"، وفق قوله.
مغازلة تركيا
وحول أهداف الزيارة وتداعياتها، رأى البرلماني الليبي أن "الخطوة جاءت لقطع الطريق على حكومة البرلمان ومحاولة استراتيجية من الدبيبة للحد من نفوذ الحكومة الشرعية المنبثقة عن البرلمان في بناء علاقات جديدة مع الإدارة السورية الجديدة، لكن استثمار الدبيبة في تحسين العلاقات مع سوريا قد يمنحه نقاطًا دبلوماسية إضافية في مواجهة خصومه السياسيين".
وأضاف لـ"عربي21": "لا يمكن استبعاد أن تكون هذه الزيارة جزءًا من استراتيجية أوسع لمغازلة تركيا خاصة إذا كانت هناك إشارات إلى تقارب سوري-تركي محتمل، فالدبيبة قد يسعى إلى إعادة بناء تحالفه مع تركيا وكسب دعمها الواسع خصوصًا إذا كان هناك شعور بأن تركيا قد بدأت تنفتح على أطراف أخرى في الملف الليبي، في إشارة إلى الشرق الليبي وحفتر".
وتابع: "باختصار الزيارة تحمل في طياتها رسائل متعددة: مواجهة النفوذ المحتمل للحكومة المنبثقة عن البرلمان تحسين العلاقات الإقليمية وضمان دعم تركيا في المرحلة المقبلة"، حسب تقديراته.
وزار وفد من حكومة الدبيبة صباح اليوم مكون من وزير الدولة للاتصال السياسي ووزير العمل ورئيس جهاز الاستخبارات العاصمة دمشق للقاء رئيس إدارة العمليات العسكرية هناك، أحمد الشرع.
وحتى الآن لم يصدر أي موقف من قبل معسكر الشرق الليبي ممثلا في مجلس النواب وكذلك الجنرال الليبي، خليفة حفتر تجاه ما حدث في سوريا وانتهاء نظام بشار الأسد هناك.
وكانت وثائق تم تسريبها أمس تكشف وجود علاقات استراتيجية واتفاقات عسكرية تدريبية بين نظام بشار الأسد وقوات حفتر وأن الأخير أرسل بالفعل عناصر من قواته للتدريب على أرض سوريا ربما على يد قوات روسية حيث كانت موسكو هي المسيطر على المشهد وقتها.
0 تعليق