تحل هذه الأيام ذكرى ميلاد الشاعر ورسام الكاريكاتير والممثل صلاح جاهين (25 ديسمبر 1930 – 21 أبريل 1986)؛ والذي جاءت نهايته عن عمر ناهز الخامسة والخمسين عامًا من الإبداع الذي تجلى في كافة مجالات الفنون والآداب.
"عجبي".. عندما لف صلاح جاهين نفسه بالأكفان في نهاية عرض مسرحي
ولصلاح جاهين نصًا مسرحيًا حمل اسم رباعايته "عجبي" متن إخراج عصام السيد عرض على الجانب الآخر من حديقة الأزبكية؛ لكن سرعان ما أوقفت إدارة المسرح القومي عرضه بعد تسعة عشر يوما فقط، بدعوى إعداد المسرح لمسرحية يقوم ببطولتها نور الشريف في ثمانينيات القرن الماضي، في نفس الوقت الذي يقوم فيه المسرح التجاري بمد عروضه الناجحة إلى سنوات متتالية.
يدور عرض "عجبي" حول الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين (حياته وعمله)، وقد بدأ الإعداد لهذا العرض ليكون أمسية شعرية تعتمد على إلقاء عدد من قصائد الشاعر لكن الطموح الفني، وثراء وتنوع التركة الفنية للشاعر الراحل - أغريا المعد ودفعاه دفعا إلى تطوير عمله في اتجاه العرض الدرامي.
وكان من الطبيعي أن يختار المعد علاقة صلاح جاهين بثورة يوليو، وبقضايا المجتمع ما بين الخمسينيات والستينيات وبين السبعينيات والثمانينيات ليصنع فيها العلاقة - تلك مفارقة العرض -، ومصدر أزمته ومصدر توتره؛ في لوحات متتالية.. تارة بالتمثيل.. وتارة بالغناء والرقص..وثالثة بالسينما.. ورابعة بالتسجيلات الصوتية.
ويرى الناقد إسماعيل العادلي في مقاله "بيرم التونسي وصلاح جاهين على المسرح" المنشور بمجلة "أدب ونقد" في عام 1986؛ أن الفصل الأول من مسرحية "عجبي"؛ قائلًا: "بدأ بداية ركيكة مفتعلة إلى حد ما، لكن الأمور سرعان ما تستقيم ويتم التواصل بيننا وبين ما يدور على خشبة المسرح. ها هو (مؤمن البرديسي - صلاح جاهين ) و(نبيل الحلفاوى - درش) بصحباتنا في رحلة مع ثورة يوليو منذ قيامها حتى بروز الزعامة الوطنية لجمال عبد الناصر، ثم معركة ١٩٥٦، وسنوات البناء في الستينبات حتى هزيمة ١٩٦٧.
ويتابع الناقد “العادلي”، وفي الفصل الثاني (السبعينيات والثمانينيات) حيث كان من المفترض أن نرى انكسار البطل وانقسامه على نفسه، رأينا صلاح جاهين يحاجج طلبة السبعينيات الوطنيين الذين ينددون بانصرافه عن هموم الشعب، بكلام لا ينطلى على أحد، ثم رأينا المعد يلجأ إلى الالتفاف حول المشاكل، وإلى التبرير والغلوشة، حتى لف صلاح جاهين نفسه بالأكفان في نهاية العرض".
0 تعليق