"سلام لغزة سلام سلام.. سلام لطفل يتيم بكى" هكذا كانت تمثل كلمات الأغنية الشهيرة، حال أهالي غزة وأطفالها، قبل دقائق من أول جريمة بشرية في حق الإنسانية شهدها عام 2024، خصوصًا كان حال الأطفال الذين كانوا يحاولون يسرقون لحظة غناء ورقص وسط الركام والدمار مع الأطباء النفسيين الذين يحاولون إخراجهم من الظلمات.
لم يرضَ الاحتلال الإسرائيلي بأن يسرق هؤلاء الأطفال لحظة من الزمن، وقصفهم وهم يلعبون داخل مستشفى المعمداني، يوم 17 أكتوبر عام 2023، ليبدأ عام 2024 باقتحام المستشفيات واستباحة حُرمة المرضى والأطفال والموتى.
فيما يلي نرصد خريطة الاحتلال لاقتحام المستشفيات في غزة..
نوفمبر 2023 حصار مجمع الشفاء الطبي واقتحامه في مطلع 2024
حاصر الاحتلال الإسرائيلي المجمع الطبي ثم اقتحمه، لتخرج من هناك أولى شهادات الشهود حول اغتصاب الفلسطينيات في أروقة المستشفى وقتل الأطفال بالحضانات والأشخاص في غرف الإنعاش، واعتقال الأطباء.
ضمن الشهادات التي حصلت عليها بي بي سي: دخلت قوات خاصة مجمع الشفاء وبدأت برمي القذائف وعند الساعة الثامنة انخفضت وتيرة القصف، وبعدها بدأنا بالهروب عبر الشوارع الفرعية لكن القصف المدفعي لم يتوقف أبدًا.
تقدمت الآليات والجرافات الإسرائيلية إلى داخل المجمع واعتقلت من كان بداخل ساحة المجمع، ومن ضمنهم طاقم المسعفين وكادر قناة الجزيرة تم أخذهم لمنطقة غير معروفة وطلب الجيش من المواطنين بعدم الخروج.
فبراير 2024 واقتحام مستشفى ناصر وجثث متحللة
حاصر الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ويوجد بالداخل كوادر ومرضى المجمع بلا ماء للشرب أو للنظافة الشخصية، وبلا طعام ولا كهرباء ولا أكسجين ولا مقومات علاجية.
الطواقم الطبية تمكنت من دفن 13 شخصًا داخل المجمع، من المرضى الذين رحلوا نتيجة توقف المولدات والأكسجين، ومياه الصرف الصحي تغمر كل الأقسام الأرضية في المجمع.
وأدى الحصار إسرائيلي والاقتحام إلى تحلل الجثث.
كما قال طاقم طبي فلسطيني في غزة لبي بي سي إنه تم تعصيب أعينهم واحتجازهم وإجبارهم على خلع ملابسهم، وتعرضوا للضرب المتكرر على يد القوات الإسرائيلية بعد مداهمة المستشفى حيث يعملون الشهر الماضي.
ووصف أحمد أبو صبحة، وهو طبيب في مستشفى ناصر، ظروف احتجازه لمدة أسبوع، وقال إنه تم إطلاق كلاب مكممة عليه وإن جنديًا إسرائيليًا كسر يده.
مارس 2024 واقتحام مستشفى الأمل
اقتحم الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأمل واعتقل الأطباء الذين يحاولون إنعاش المرضى وإعطاء بعض الأمل في الحياة للفلسطينيين المحبوسين بالداخل.
الهلال الأحمر قال إن آليات الاحتلال بمختلف أنواعها حاصرت مستشفى الأمل وبدأت تنفيذ أعمال تجريف واسعة في محيطه، مشيرة إلى أن جميع طواقمها تحت الخطر الشديد ولا تستطيع التحرك نهائيًا، لدرجة أنها تعجز عن مواراة جثمان أحد أعضاء الطاقم داخل ساحة المستشفى.
آنذاك قال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، إن التقارير عن مداهمة مستشفى الأمل في خان يونس جنوب غزة واحتجاز العاملين والمرضى «مقلقة للغاية».
نوفمبر 2024 واقتحام مستشفى الإندونيسي
قصف طيران ومدفعية إسرائيلية يستهدفون مستشفى الإندونيسي ثم اقتحامها والتنكيل بكل بالأطباء والمرضى والأطفال. وقصف الطيران الإسرائيلي وفق الوكالة المولد الرئيسي للكهرباء في المستشفى الإندونيسي، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن جميع أقسامه.
كما قصفت الدبابات الإسرائيلية المتمركزة حول المستشفى، محيطه وبواباته الرئيسية.
ديسمبر 2024 وحرق مستشفى كمال عدوان
في كل مرة يقتحم الاحتلال الإسرائيلي يتفنن في إيجاد وسيلة جديدة للتعذيب والإمعان في الشر، فشهدت مستشفى كمال عدوان إرسال الاحتلال الروبوتات المفخخة التي وضعها الاحتلال أمام مستشفى كمال عدوان شمال غزة.
كما اعتقلت مدير مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع الفلسطيني، الذي قالت منظمة الصحة العالمية إنه خرج عن الخدمة بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية.
وجاء في بيان الوزارة "قوات الاحتلال تقتاد العشرات من طواقم مستشفى كمال عدوان بما في ذلك مدير المستشفى د.حسام أبو صفية إلى مركز التحقيق".
0 تعليق