احتفل أمس الجمعة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، بافتتاح عام يوبيل الرجاء "حجاج الرجاء"، الذي يأتي تحت شعار "الرجاء لا يُخَيِبْ"، وذلك بكاتدرائية السيدة العذراء سيدة مصر، بمدينة نصر.
ومن جهته كشف الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني في تصريحات خاصة ماهو يوبيل الرجاء وسر التجسد
وأضاف في عالمنا اليوم يُطرح سؤال عن ما هو سر التجسد؟ هو تجسد الله الكلمة من العذراء مريم، وهذا الحدث الإلهي لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل يحمل في طياته رسالة أمل ورجاء عميقة للإنسانية، والعلاقة الوثيقة بين الرجاء وسر التجسد، وكيف أن هذا السر يمثل منبعًا لا ينضب للأمل في حياة المؤمن.
وتابع: ومصدر الرجاء المسيحي هو سر التجسد؛ لأن الله معنا، ولم يبق بعيدًا عن البشرية، بل دخل في حياتنا البشرية ليعيش معنا ويتألم معنا. هذه الحقيقة وحدها تكفي لإشعال شمعة الأمل والرجاء في قلوبنا.
ولفت:من خلال سر التجسد ندخل في الحياة الجديدة ومصدرها هو الروح القدس الذي نتلاقاه في سر المعمودية هو ضمانة للحياة الجديدة في المسيح. هذه الحياة الجديدة هي حياة ملؤها المحبة والسلام والفرح، وهي حياة تفتح آفاقا جديدة للأمل.
وتابع: كلمة اليوبيل تعني القرن، لأن الإعلان عن هذه السنة كان يبدأ دائما بالنفخ في القرن. فقد أمر الله شعبه المختار في العهد القديم أن يعملوا أعمالهم لست سنوات متتالية، ثم يرتاحون في السنة السابعة، ويستمرون على تكرار هذا الأمر لمدة سبع مرات، ثم يحتفلون في السنة التالية باليوبيل وهى السنة الخمسون، فما هي سنة اليوبيل؟
وأضاف في الواقع كان اليوبيل يهدف لمساعدة الشعب على عيش أخوة ملموسة تقوم على المساعدة المتبادلة. يمكننا القول إن اليوبيل في الكتاب المقدس كان "يوبيل رحمة" لأنه كان يعيش في البحث الصادق عن خير الأخ المعوز.
وتابع: سنة العتق: فيها يُعْتَق العبيد، ويرجع كل واحد لأهله والأرض المرهونة لأصحابها والدائنين يعفون عن المديونين، وتقدسون السنة الخمسين، وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها. تكون لكم يوبيلا، وترجعون كلا إلى ملكه، وتعودون كلا إلى عشيرته لا 10:25. وتصبح في سنة اليوبيل للبشرية إخوة كلهم؛ ولذلك عندما نحتفل بسر التجسد نصبح كلنا أخوة بيسوع المسيح كلمة الله الذي أخذا جسدنا لكي يتحد بنا.
وأضاف: سر التجسد وسنة اليوبيل يدعونا إلى معايشة الحياة المسيحية على مثال سيدنا يسوع المسيح عندما نعيش الحب والغفران. وفي هذه السنة نعيش فضيلة الرجاء في مواجة تحديات الحياة لمواجهة الألم والمعاناة، ويجد المؤمن في سر التجسد قوة لتحمل الآلام والصبر على المحن. فالرب يسوع نفسه قد شاركنا، وهو يفهم آلامنا ويعزي قلوبنا في مواجة الخوف والموت: الإيمان بقيامة المسيح يقضي على الخوف من الموت. فالموت ليس نهاية المطاف، بل هو انتقال إلى حياة أبدية في حضرة الله وفي مواجهة الظلم والشر: على الرغم من انتشار الشر في العالم، فإننا نؤمن بالنصر النهائي للخير. فالمسيح قد قهر الشيطان، وسيأتي يوم ينتصر فيه الحق على الباطل.
وأردف: حدث اليوبيل الروحي العظيم، يحمل في طياته الكثير من المعاني العميقة التي تتلاقى بشكل وثيق مع سر التجسد والرجاء المسيحي سنة اليوبيل: هي سنة مقدسة في العهد القديم، يُحتفل بها كل خمسين عامًا، وتتميز بالعفو عن الديون، وإطلاق العبيد، وإعادة الأراضي إلى أصحابها الأصليين. ويرمز اليوبيل إلى تجديد العهد بين الله وشعبه، وإلى بداية حياة جديدة.
وتابع: اليوبيل والخلاص: يرتبط اليوبيل ارتباطًا وثيقًا بفكرة الخلاص والتحرر من العبودية الخطية والموت. حياة يسوع عندما دخل المجمع، دُفع إليه سفر إشعياء النبي، ففتح السفر، وقرأ كما جاء في إنجيل معلمنا لوقا البشير “فدفع إليه سفر إشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. 18 روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية. 19 وأكرر بسنة الرب المقبولة” لو 17:4-19. فهذه السنة ليست للراحة، ولكن للعمل الروحي الذي يُرضي الرب من قراءة الكتاب المقدس، للصلوات والتسابيح، فهي تذكار للراحة الأولى التي كانت في الفردوس، وتلاقي اليوبيل وسر التجسد الرجاء في اليوبيل: عندما يحتفل الشعب اليهودي باليوبيل، كانوا يعيشون رجاءًا جديدًا بحياة أفضل. والرجاء المسيحي هو أن نؤمن بيسوع المسيح، فإننا نعيش رجاءً أبديًا بالحياة الأبدية.
وأضاف اليوبيل والتجسد: كلاهما يمثلان بداية جديدة، وفرصة للخلاص والتحرر، وعندما نعيش اليوبيل على المستوى الشخصى عندما نتوب عن خطايانا، ونبدأ حياة جديدة في المسيح، واستقبل الطفل يسوع في قلبي بناء مجتمع أفضل: يمكننا أن تسهم في بناء مجتمع أكثر عدالةوإنسانية، مستوحاه من قيم اليوبيل والتجسد.
مختتمًا فتح الباب المقدس في اليوبيل وسر التجسد: هو تقليد كاثوليكي عريق يرتبط ارتباطا وثيقا باليوبيل، وهو عام من الاحتفالات الروحية والغفران. يتميز اليوبيل بفتح باب خاص في إحدى الكنائس الرئيسية، ويرمز هذا الباب إلى باب الرجاء وفرصة جديدة للبدء -مجددا-. وفتح باب قلوبنا لكي نستقبل الطفل يسوع كما ولد في مغارة بيت لحم يرتبط هذا التقليد ارتباطا وثيقا بسر التجسد
0 تعليق